نعم إن الخليفة أراد الاكتفاء بالقرآن ،
لقوله : ( بيننا وبينكم كتاب الله ) ، وهذا الموقف يشبه موقف عمر بن الخطاب بمحضر الرسول عند مرضه : ( حسبنا كتاب الله ) ، وهو من أقوال عائشة كذلك ، حيث ردّت بعض أحاديث رسول الله بقولها : ( حسبكم القرآن ).
وقد كان رسول الله قد نبأ في حديث
الأريكة بمجيء من يجلس على أريكته يحدّث بحديث رسول الله فيقول : ( بيننا وبينكم كتاب الله )
، وقد انطبق هذا التنبأ بالفعل بعد وفاته صلىاللهعليهوآله
على الخليفة الأول ، لقول ابن أبي مليكة في مرسلته : ( إن الصدّيق جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال ... فمن سألكم فقولوا : بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلّوا حلاله وحرّموا حرامه ).
إن تقارب هذين النصين ، أي قول رسول
الله : ( يوشك ) والذي هو من أفعال المقاربة ، وحدوث ذلك بالفعل في أوائل خلافة أبي بكر ،
__________________