إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

عصمة الأنبياء

136/144
*

( جوابه ) أنا نحمله على ما قبل النبوة أو على الصغائر. ولمن أباهما تأويلات.

( الأول ) أن المراد ما تقدم من ذنب أمتك وما تأخر ، فإن الرجلى المعتبر إذا أحسن بعض خدمه أو أساء فإنه يقال له : أنت فعلت ذلك وإن لم يكن هو فاعله بنفسه البتة.

( الثاني ) إذا ترك الأولى قد يسمى ذنبا كما يقال : حسنات الأبرار سيئات المقربين.

( الثالث ) أن الذنب مصدر ، ويجوز إضافته إلى الفاعل والمفعول ، فكان المراد ليغفر لأجلك وببركتك ما تقدم من ذنبهم في حقك وما تأخر.

( الرابع ) أن الغرض من هذه الآية علو درجة الرسول عليه الصلاة والسلام ، وذلك يحصل بقوله تعالى : لو كان لك ذنب لغفرته لك ، وإخراج القضية الجازمة إلى الشرطية جائز إذا دل سياق الكلام عليه (١).

( الخامس ) وهو أنه عليه الصلاة والسلام لا شك أنه بتقدير الإقدام على الذنب كان يتوب عنه ، فإن الإصرار على الذنب منفي عنه بالإجماع والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. وإذا كان كذلك وجب علينا وعليهم تأويل هذه الآية.

__________________

١ ـ لا نرى ضرورة لهذه التأويلات وقد روى أحمد في حديث عائشة انها قالت للنبي صلى اللّه عليه وسلم عند ما كان يصلي حتى تتورم قدماه : أليس قد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فلم يفكر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذلك بل قال : أفلا أكون عبدا شكورا. فتأمل.