لهذا المذهب. وكان
قصد المخالفين من هذا التقسيم مايلي :
إن التشيع السياسي هي مرحلة انطلقت بدون
أصول معرفية وإنما هي حالة عاطفية ، وانجذاب سياسي لأشخاص معينين. إذن تغيب في هذه المرحلة كل العلائق الدينية ، لكن بعد مرور مرحلة زمنية معينة لاحظ هؤلاء الأشخاص أنه لا طائل من بقائهم علىٰ هذا الحال بدون موجه ديني فيبقىٰ أمامهم خيارين :
الالتحاق بالركب العام أو تأسيس قاعدة
دينية ذات أصول حتىٰ يتم لهم الاستمرار ، والنظر في كلا الاحتمالين غير وارد علىٰ اعتبار أن الشيعة عاشوا علىٰ قطيعة مع نظام السلطة منذ تأزم الوضع بشكل كلي خصوصاً مع قيام الدولة الاموية. بحيث أن تاريخ الدولة الاموية لم يهدأ باله قط من الثورات الشيعية ، وثاني شيء هو أن القاعدة الفكرية قد تأسست مع أقوال الرسول وخطب الامام علي عليهالسلام
، وما الأئمة إلّا صورة واحدة تتخذ أشكال معينة وما قول أحد الأئمة إلا قول الأئمة الآخرين ، إذن مرحلة التأسيس المذهبي التي حاولوا ربطها بالامام الصادق عليهالسلام
ماهي إلّا محاولة لفك الشرعية عن تتابع الأئمة ، والوصول في الأخير بطريقة غير مباشرة لخلع الشرعية الدينية لولاية الامام علي عليهالسلام
، وجعلها سياسية ويصبح الحسين عليهالسلام
مثله مثل الخارجين عن السلطة المطالبين بها بدون أسس دينية ، ولا موجبات شرعية ، فتصير فتوىٰ شريح القاضي في حق الامام الحسين عليهالسلام
لها مصوّغ ديني بعد ما رفع التكليف الشرعي للامام ، وواجب الولاية الشرعية ، ومنه يصير