ترجع إلى بيتها ولا تخبر أبا بكر ؟ هذا ما قاله لي أحد أهل السنّة ، فما هو الجواب ؟
ج : ظنّ الإمام علي عليهالسلام لا يكون دليلاً ، على عدم خروج أبي بكر ، والأصل الذي ذكره لا أصل له ، والصحيح عندنا أنّ أبا بكر منع من الحضور على جنازتها عليهاالسلام بوصية منها .
فقد نقل ابن فتال النيسابوري وصيّتها عليهاالسلام لأمير المؤمنين عليهالسلام ، حيث قالت : « أُوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني ، وأخذوا حقّي ، فإنّهم أعدائي وأعداء رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأن لا يصلّي عليّ أحد منهم ، ولا من اتباعهم ، وادفني في الليل ، إذا هدأت العيون ونامت الأبصار » .
« ثمّ توفّيت ... واجتمع الناس فجلسوا ، وهم يرجون وينظرون أن تخرج الجنازة ، فيصلّون عليها ، وخرج أبو ذر فقال : انصرفوا فإنّ ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله قد أخّر إخراجها في هذه العشية ، فقام الناس وانصرفوا ، فلمّا أن هدأت العيون ، ومضى من الليل ، أخرجها علي والحسن والحسين عليهمالسلام ، وعمّار والمقداد ، وعقيل والزبير ، وأبو ذر وسلمان وبريدة ، ونفر من بني هاشم وخواصّه ، صلّوا عليها ودفنوها في جوف الليل ، وسوّى علي حواليها قبوراً مزوّرة مقدار سبعة حتّى لا يعرف قبرها ... » (١) .
قال الأصبغ بن نباتة : سئل أمير المؤمنين عليهالسلام عن علّة دفن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟ فقال عليهالسلام : « إنّها كانت ساخطة على قوم كرهت حضورهم جنازتها » (٢) .
ويؤيّد هذا ما رواه الصنعاني عن عائشة : « إنّ علياً دفن فاطمة ليلاً ، ولم يؤذن بها أبا بكر » (٣) .
______________________
(١) روضة الواعظين : ١٥١ .
(٢) المصدر السابق : ١٥٣ .
(٣) المصنّف للصنعاني ٣ / ٥٢١ .