بدأت التفتيش في بغداد اولا ، فزرت مكتباتها المهمة ـ العامة منها والخاصة ـ واحدة بعد الاخرى ، وانا اسأل عن الكتاب. ولكني لم اعثر له على أثر. فعرجت على العلامة الاستاذ كوركيس عواد ـ عضو المجمع العلمي العراقي ـ استعين بخبرته. وقد تفضل مشكورا فمنحني ساعات طويلة من وقته وجلس معي في مكتبته العامرة ونحن نقلب في كتب الفهارس والتي يملك منها عددا كبيرا ، وبنفس الوقت يعتبر حجة فيها. وفي مقدمة هذه الفهارس كتاب (بروكلمن) العالمي. وبعد عمل استمر ثلاثة ايام خرجنا بنتيجة هي ان نسخة الكتاب المخطوط ، وحيدة ـ حتى تلك الساعة على الاقل ـ ولكن هذا لا يمنع من ان تكون هناك نسخة اخرى ربما قابعة في احدى مكتبات الدول التي تعنى بامر المخطوطات العربية. لذلك قررت السفر الى دمشق اولا للتفتيش في مكتباتها المعروفة. ثم انتقلت الى القاهرة وانا اسأل وافتش. ولما يئست تماما عدت الى بغداد وانا في شك من حقيقة المخطوط وحقيقة مؤلفه. لذلك رجعت ثانية الى معاجم الاعلام والمؤلفين وفهارس مؤلفاتهم ابحث وانقب حتى عثرت في كتاب (ايضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون ـ الجزء الثاني سنة ١٩٢٨) على ما يلي ( .. وكتاب نهاية الافكار ونزهة الابصار ـ في الطب ـ لابي محمد عبد الله بن قاسم الحريري المتوفي سنة ٦٣٧ ...). وكان ذلك في الحديث عن المؤلفين الاندلسيين. اذا فالكتاب معروف.
وبعد مزيد من البحث وجدت ذكرا للمؤلف وبعض مؤلفاته في كتاب (التكملة لكتاب الصلة لابن الابار) وكتاب (هدية العارفين في اسماء المؤلفين لاسماعيل باشا البغدادي) وكتاب (الاعلام ـ الجزء الرابع ـ لخير الدين الزركلي) وكتاب (معجم المؤلفين لعمر رضا كحاله).