الحرارة بالانخفاض
إلا اعتباراً من النصف الثاني من أيلول فتأخذ الليالي بالبرودة ويحل الخريف الذي يجلب معه الراحة للحيوانات والناس المنهكين. والشتاء في البصرة أدفأ منه في بغداد بشكل محسوس، فدرجات الحرارة تتراوح في النهار ما بين ١٠ و ١٥ درجة مئوية تنخفض في الليل إلى ١/٥ درجة مئوية ولكنها لا تنخفض أكثر من ذلك إلّا نادراً، في حين لا يزيد متوسط درجات الحرارة في النهار في بغداد خلال شهري كانون الأول وكانون الثاني عن ٥ درجات مئوية، أما في الليل فيحدث الصقيع أحياناً وتصل درجة الحرارة إلى ٥ درجات مئوية تحت الصفر.
وظروف سكان البصرة أسوء من ظروف سكان
بغداد من حيث وسائل الاحتماء من الحر، فهؤلاء الأخيرون يقضون كل يومهم في الصيف في سراديب تحفر في الأرض لعمق يصل إلى عدة أرشينات لذلك تكون درجة الحرارة فيها أقل بدرجة محسوسة منها على السطح، أما في الليل فإنهم يأخذون أماكنهم في العراء على سطوح بيوتهم المستوية دون أن يخشوا الاصابة بالحمى وذلك بفضل جفاف الهواء المدهش.
أما في البصرة فليس بالامكان بناء
سراديب بسبب قرب المياه الجوفية من سطح الأرض ولهذا يتحتم على الكثيرين في الصيف أن يقنعوا بالغرف الخانقة في الطابق الأسفل حيث تعلق على الشبابيك من الخارج، بهدف خفض الحرارة في الغرف، أطر من سعف النخل المجدول على شكل أقفاص تشبه رقعة الشطرنج وتملأ هذه الأقفاص بالعاقول أو الشوك الجاف ويصب عليها الماء بين الحين والأخر، وليإلى الصيف في البصرة بعكس حالتها في بغداد، لا تختلف عن النهار من حيث القيض وانحباس الهواء كما أن الندى يسقط أثناءها ولهذا يتعذر النوم على السطوح إلا تحت سقائف سميكة معمولة من القصب. وتبعاً لهذه الظروف لا يتأتي