|
العالم على إختراع القنبلة الذرية بفترة وجيزة ، وهذا الإِختراع يظهر معاني هذه الكلمات بصورة واضحة . فقد إنتبه الناس فجأة إلى أن انتصاراً عملياً عجيباً يهدد السلام العالمي بصورة فظيعة وفجأة رأت الدول التي نسميها بالمتمدنة أن إتحاداً أخلاقياً فقط هو القادر على حمايتهم تجاه هذا الخطر . الوقت ضيق إلى درجة أنه يمكن الحصول على النجاة المحتمل بواسطة المعاهدات المكتوبة فقط ، ولكن الكل يعلم أن الاعتماد والإِطمئنان إلى هذه المعاهدات لا يتجاوز إعتبار الشخص الموقع عليها إذا لم يكن هذا الشخص أمينأً ومخلصاً أو لم يكن ممثل أمة تكسب كلامه وشرفه رصيداً متيناً ، فلا يبقى معنى لتلك الإِتفاقيات . إنه لأول مرة في تاريخ البشرية نرى أن الصراع بين الذكاء والقيم الأخلاقية صار موضوعاً حيوياً يتوقف عليه الحياة أو الموت . نحن نأمل أن نستفيد من هذه العظة ، ولكن المؤسف إننا نشك في ذلك . . . » (١) . |
لقد قامت الآيات الأولى التي نزلت لأول مرة على نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم بعثته على عمودي الإِيمان والعلم ، فلقد قال تعالى : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ . خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ) (٢) فلقد قدم بذلك الإِيمان بالخالق العظيم ، ثم عقب عليه بذكر العلم : ( اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) (٣) .
من هنا نستنتج أن العلم الذي يكون في ظل الإِيمان ، يكون مصوناً من كل خطر ، ويسبب سعادة البشرية . أما إذا إنفصل العلم عن الإِيمان بالله فمن الممكن أن يعود بالأضرار الباهظة في بعض الحالات .
____________________
(١) سرنوشت ص ١٨٠ .
(٢) سورة العلق ؛ الآيتان : ١ ـ ٢ .
(٣) سورة العلق ؛ الآيات : ٣ ـ ٤ ـ ٥ .