إعدادات
الناسخ والمنسوخ
الناسخ والمنسوخ
المؤلف :أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :مكتبة الرشد للنشر والتوزيع
الصفحات :412
تحمیل
وكتموه فاستحل بذلك دماءهم وضرب أعناقهم ولم يمنّ على أحد منهم ثم كان فتح مكة بعد هذا كله فأمر بقتل هلال بن خطل (١) ومقيس بن صبابة (٢) ونفر سماهم ، وأطلق الباقين فلم يعرض لهم ، ثم كانت حنين فسبى فيها هوازن ومكث سبيهم في يديه أياما حتى قدم عليه وفدهم فوهبهم لهم من عند آخرهم امتنانا منه عليهم ، ثم كانت أمور كثيرة فيما بين هذه الأيام مضت فيها أحكامه الثلاثة من القتل والمنّ والفداء من ذلك قتله أبا عزّة الجمحي (٣) يوم أحد وقد كان منّ عليه يوم بدر ، وفيها إطلاقه ثمامة بن أثال (٤) ومنها مفاداته بالمرأة الفزاريّة (٥) التي
__________________
(١) هلال بن خطل : هو عبد الله وليس هلال كما في سيرة ابن هشام وتاريخ الطبري وغيرهما من كتب السير. رجل من بني تيم بن غالب أمر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بقتله بعد الفتح لأنه كان مسلما فقتل غلاما له ثم ارتد مشركا ـ سيرة ابن هشام ج ٤ ص ٥٢ تحقيق مصطفى السّقاء ، إبراهيم الأبياري ، عبد الحفيظ شلبي.
(٢) مقيس بن صبابة : بكسر الميم وسكون القاف وفتح الياء ، وضم الصاد ، أمر النبي صلىاللهعليهوسلم ـ بقتله لأنه قتل الأنصاري الذي قتل أخاه هشاما خطأ ، ثم ارتد عن الإسلام فلما انهزم أهل مكة أهدر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ دمه ، فعلم به نميلة بن عبد الله الكلبى فأتاه فضربه بالسيف حتى قتله.
انظر : الكامل في التاريخ لابن الأثير ج ٢ ص ١٣٢ ، ١٦٩.
(٣) أبو عزة عمرو بن عبيد الله الجمحي ، أسر يوم بدر فأطلقه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بغير فداء لأنه شكى إليه فقرا وكثرة عيال فأخذ عليه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ العهود ألاّ يقاتله ولا يعين على قتاله فخرج يوم أحد وحرض على المسلمين فأمر به النبي فقتل.
( الكامل لابن الأثير ٢ / ١١٤ ).
(٤) ثمامة بن أثال : ابن النعمان بن سلمة بن عتيبة بن ثعلبة بن يربوع ، أبو أمامة اليمامي وفى قصة إسلامه روى البخاري عن أبي هريرة قال : بعث النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : أطلقوا ثمامة فانطق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أنّ لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله ( الإصابة ١ / ٢٠٣ ).
(٥) المرأة الفزارية : هي ابنة أم قرفة ، وكانت من أحسن العرب ، قد نفلها أبو بكر لسلمة بن الأكوع ثم استوهبها النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من سلمة فبعث بها إلى أهل مكة وفي أيديهم أسارى من المسلمين ففداهم رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بتلك المرأة ( البداية والنهاية ٤ / ٢٢١ ).