فإن كان له أصل
فإن معناه : أن الرجل وصف امرأته بالخرق وضعف الرأي وتضييع ماله فهي لا تمنعه من
طالب ولا تحفظه من سارق ، هذا عندي مذهب الحديث ، وإن كان المعنى الآخر مقولا
مستعملا عند الناس ، يريدون بيد اللامس الكناية عن الفرج ، والذي ذهبنا نحن إليه
مستغنى عن الكفاية إنما هو تضييع اليد نفسها ومع هذا أنه أشبه بالنبي ـ صلّى الله
عليه ـ وأحرى أن يظن بحديثه ، كالذي :
١٩١ ـ قال علي
وعبد الله : إذا جاءكم الحديث عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فظنوا به الذي هو أهدى والذي هو أهنأ والذي هو أتقى ، وقد احتج قوم بقول الله عزوجل : (
أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ ) فقالوا : ألا ترى أنه قد جعل الجماع لمسا ، فيقال لهم : إن
الرجل لم يقل للنبي ـ صلّى الله عليه ـ إنها لا تمنع لامسا ، فلو كان الكلام هكذا
ما كانت لكم حجة ولكنه إنما قال : يد لامس ، ولم يقل : فرج لامس ، وقد قال الله عزوجل : (
وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ ) فهل لهذا معنى غير اليد المعروفة فهذا هو
__________________