وتنجلي عنهم عيابات (١) الكرى. أى تنكشف عنهم حجب النوم وغواشيه التي كانت تغشاهم وهو قريب من قوله عليهالسلام الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا ، فكان للعبادة في الدنيا سير بالليل وما يعرض للناس فيها من الفترات والميل الى الكسل بمنزلة النعاس والنوم فاذا جاء النهار ظهرت نتيجة السفر وزالت عوارض السهر وتبين فضل المجاهدين وخيبة الراقدين أو المراد بالليل والنوم ما يعرض في الدنيا من الشبهات في الدين والشكوك المعارضة لليقين وبالصباح انكشاف جميع ذلك في القيمة.
ولو شئت لتسربلت : أى تقمصت أو تدرعت أو لبست.
بالعبقري وهي نسبة الى قرية ثيابها في غاية الحسن ، والعبقري أيضا الكامل من كل شيء وضرب من البسط وعبقر اسم امرأة.
المنقوش من ديباجكم : الديباج معروف وهو فارسي معرب والمعنى انى قنعت وزهدت في دنياكم لا عن عجز بل مع غاية القدرة ولو أردت للبست أفخر الملابس بحسب اعتقادكم بناء على الظاهر كما في خبر الصناديق الأربعة في كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة وفيه موعظة بليغة.
ولا كلت لباب هذا البر بصدور دجاجكم. اللباب الخالص من كل شيء ومن الجوز ونحوه قلبه ، والبر بالضم الحنطة والمعنى ظاهر.
وقد روى انه عليهالسلام ما أكل خبز البر ولا شبع من خبز الشعير (٢).
ويروى عنه أيضا أنه سئل أنت أفضل أم أبوك آدم فقال ان آدم نهاه الله عن الشجرة فأكل منها وأحلها لي فتركتها (٣).
__________________
(١) علالات ـ خ م. عنايات خ ل
(٢) حلية الأبرار للبحرانى ص ٣٥٢ ـ ٣٥٧.
(٣) منهاج الحق واليقين في تفضيل أمير المؤمنين (ع) على سائر الأنبياء والمرسلين تأليف ولي الله بن نعمة الله الحسيني الرضوي المخطوط في مكتبة صديقي العلامة اللاجوردي ص ٤٨ وفقنا الله لطبعه ونشره ومؤلفه كان معاصرا لوالد الشيخ البهائي العاملي ره كما يظهر من كتاب كنز المطالب الذي ألفه سنة ٩٨١ وهو صاحب مجمع البحرين في فضائل السبطين وقد جمع فيه الأدلة والبراهين على تفضيله من كتب الفريقين راجع الذريعة ج ٢٣ ص ١٦٠