السقّاؤون يمرّون ، فيقومون ببابه يسمعون قراءته » ونحوه عنه في أبي جعفر عليهالسلام.
وورد في الأخبار مدح الصوت الحسن والترغيب فيه في قراءة القرآن ، كما في رواية عبد الله بن سنان (١) عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّ من أجلّ الجمال الشعر الحسن ، ونغمة الصوت الحسن » وفي رواية (٢) : « لكلّ شيء حلية ، وحلية القرآن الصوت الحسن » وفي أخرى (٣) : « ما بعث الله نبيا ، إلّا حسن الصوت » وفي أخرى (٤) عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله سبحانه ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ) (٥) قال : « أن تمكث فيه ، وتحسن به صوتك » وعن الرضا عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « حسّنوا القرآن بأصواتكم ، فإنّ الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا » إلى غير ذلك.
فلا ينبغي تعريف الغناء المشتهر حرمته مطلقا بتحسين الصوت وتزيينه ، إلّا أن يراد به تحسينا خاصّا موكولا إلى ما هو المعهود في العرف.
ونحوه مطلق الترجيع الحسن ، فإنّ الحكم بكونه غناء مما لا شاهد له ، ولا دليل يساعده من لغة أو عرف أو حديث ، بل في قوله عليهالسلام في رواية ابن سنان (٦) : « اقرءوا القرآن بألحان العرب وأصواتها ، وإياكم ولحون أهل الفسق والكبائر ، فإنه سيجيء بعدي أقوام يرجّعون القرآن ترجيع الغناء » دلالة ظاهرة على أنّ مطلق الترجيع ليس غناء ، بل هو كيفية خاصة من الترجيع والألحان يستعملها أهل الفسوق.
كيف وقد اشتهر حرمة مطلق الغناء عند العلماء ، بل ربما ادّعى عليه الإجماع ،
__________________
(١) ومثله في البحار ٥٩ : ١٥٥ ، الباب ٢٣.
(٢) وسائل الشيعة ٦ : ٢١١ ، الباب ٢٤ من أبواب قراءة القرآن ، الرواية ٧٧٥٦.
(٣) بحار الأنوار ١١ : ٦٦ ، الحديث ١٢.
(٤) وسائل الشيعة ٦ : ٢٠٧ ، الباب ٢١ ، الرواية ٧٧٤٦.
(٥) المزّمّل (٧٣) : ٤.
(٦) وسائل الشيعة ٦ : ٢١٠ ، الباب ٢٤ ، الرواية ٧٧٥٤.