ادّعوا إجماع الشيعة على ذلك [ وأنّه ] من ضروريّات مذهب الشيعة ، مثل حرمة
العمل بالقياس ، بل وربّما صار ذلك من خصائص الشيعة ، لأنّ جمهور العامّة على خلاف
ذلك ، من جهة قولهم بحليّة القياس وقياسهم بين الميّت والحي.
وعلى أيّ حال ،
إذا حصل الظنّ من قول ميّت في نفس الحكم ، حصل من قوله في عدم حجيّة قوله جزما ، بل
بطريق أولى بمراتب شتّى ، لو لم نقل بحصول اليقين له.
ولو فرض أنّ
شاذّا من المتأخّرين منّا وافق العامّة ، إذ لو لم يصر منشأ لزيادة اطمئنانهم بقول
المعظم لم يصر منشأ للوهن أصلا ، وعلى فرض الوهن فالظنّ لا أقلّ منه ، وعلى فرض
ارتفاع الظنّ أيضا ـ مع أنّه في غاية البعد ـ فالشكّ لا أقلّ منه ، فمع الشّك
والتردّد كيف يقلّد بغير منشأ وحجّة؟! وكيف يرجّح قول الشاذّ البعيد العهد المطابق
للعامّة على قول معظم القرباء العهد من صاحب الشرع ؟!
هذا كلّه إذا
كان الشاذّ حيّا.
__________________