نعم ، الصدوق رحمهالله في « المقنع » اعتبر الغيبوبة بعد الشفق ورؤية ظلّ
الرأس ، ورواية أبي عليّ بن راشد ردّ عليه ، مضافا إلى الإطلاقات والعمومات ، وغيرهما
ممّا أشرنا ، والاحتياط واضح ، والحمد لله .
فإن
قلت : يمكن أن يكون
مراد المعصوم عليهالسلام أنّه [ إذا ] رئي الهلال قبل الزوال يكون شرعا حكمه حكم
ما إذا رئي في الليلة الماضية ، وإن كان خروج الشعاع بعد المغرب.
قلت
: الهلال اسم
للقمر الخارج عن الشعاع ، أي القدر الخارج عنه المضيء في الليلة الاولى والثانية
أو الثالثة ، وهذا أمر واقعي ، وكذا قوله : « فهو لليلة الماضية » ، فإنّ الضمير
راجع [ إلى الهلال ] ، واللّام للاختصاص ، ومعنى الليلة الماضية أيضا معلوم ، وكلّ
ذلك معان واقعيّة.
وليس ما ذكرت
من قولك : حكمه حكمه ، وكذا قولك : شرعا ، مذكورين في العبارة ، ولا مدلولين لتلك
العبارة لا مطابقة ولا تضمّنا ولا التزاما بحسب اللغة ولا بحسب العرف ، وإن شئت
فاعرض العبارة على أهل العرف حتّى يحصل اليقين بما ذكرنا.
نعم ، ربّما
يكون ما ذكرت تأويلا آخر ، وتوجيها ثالثا بملاحظة ما ذكرنا من أنّه ليس كذلك بحسب
الواقع ـ على حسب ما عرفت ـ على حسب ما حكم به الوجدان وأقوال جميع العلماء
والعارفين ، وغير ذلك من جميع ما مرّ.
ومع ذلك ، التوجيهان
اللذان ذكرتهما ـ أعني الحمل على التقيّة أو المظنّة والغلبة ـ أقرب من هذا
التوجيه.
__________________