٣ ـ شعب أبي طالب :
اتخذت قريش شتىٰ الأساليب لردع
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وأتباعه من المسلمين، ولمَّا أنّ رأت أنّ الإسلام يفشو ويزيد، اتفقوا بعد تفكير طويل علىٰ قتل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم،
وأجمع مَلَؤُها علىٰ ذلك، وبلغ أبا طالب فقال :
والله لن يصلوا إليك بجمعهم
|
|
حتَّىٰ أُغيَّب في التراب دفينا
|
ودعوتني وزعمت أنَّك ناصِحٌ
|
|
ولقد صدقت وكنت ثَمَّ أميناً
|
وعرضت ديناً قد علمتُ بأنَّه
|
|
من خير أديان البرية دينا
|
ولمَّا علمت أنَّها لا تقدر علىٰ قتله،
وأنَّ أبا طالب لا يسلّمه، وسمعت بهذا من قول أبي طالب، كتبت الصحيفة القاطعة الظالمة التي تنصُّ علىٰ مقاطعة بني هاشم واتباعهم وحصرهم في مكان واحد، وقطع جميع وسائل العيش عنهم، وألّا يناكحوهم حتَّىٰ يدفعوا إليهم محمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم
فيقتلوه، وإلَّا يموتوا جوعاً وعطشاً، وختموا علىٰ الصحيفة بثمانين خاتماً.
وكان الذي كتبها منصور بن عكرمة بن عامر
بن هاشم بن عبدمناف بن عبدالدار، فشلَّت يده
وقيل. وقَّعها أربعون من زعماء مكَّة، ثُمَّ علَّقوا الصحيفة في جوف الكعبة وحصروهم في شعب أبي طالب ست سنين ،
وذلك في أول المحرم من السنة السابعة لمبعث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وقيل : استمر نحواً
_______________________