بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي
يسر معرفة اليقين فظهرت للعارفين حقائقه ، وأوضح لطلّابه أعلامه وبانت للمساكين
طرائقه ، الذي يقذف ( بِالْحَقِّ عَلَى
الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ ) ، والصلاة على المختار للهداية فهو قائد الخير وسائقه ،
محمّد المصطفى الذي صفت جميع صفاته وخلائقه ، وعلى أخيه الذي جعل سيفا لنبوّته فهو
مؤازره وموافقة ، ذلك أمير المؤمنين حقّا المميّز به صادق عهد الله ومدافعة ، صلّى
الله عليهما وعلى آلهما الذين هم سوابق الفضل ولواحقه.
وبعد ، فيقول
الفقير الى الله المنّان إبراهيم بن سليمان : إنّ الزمان وإن تفاقمت ضلالته وبعدت
هدايته ، ورجع القهقرى على عقبه وأقعى إقعاء الكلب على ذنبه ، وكلح منه لأهل
الفضل نابا وفتح لهم من مضلّات الفتن بابا ، ونادى بخدّامه في الشهوات الذين
ارتكبتهم الغفلة والهفوات : هلمّوا إلى بقية الله للدين وحفظة الحجج والبراهين ،
فلا يبقوا لهم من الناس دارا ولا في عمران الأرض آثارا ، فإن وليّ النعم ودافع
النقم ممد لأوليائه بالارقاد وهو القاهر
__________________
__________________