ومنها ما ليس
بباق لتقضيه ، وإنما علم بتواتر النقل به ، وهو باقي معجزاته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كتسبيح الحصا وانشقاق القمر ونبع الماء تارة بغرر سهمه وأخرى بوضع
كفه ، وحنين الجذع ، وكلام الذراع ومجيء الشجرة إليه وعودها إلى موضعها عند أمره لها
بذلك وإشباع الجماعة الكثيرة بالطعام القليل وإخباره بكثير
من الغائبات والحوادث المستقبلات . ويقع الخبر مطابقا لما أخبر ، وبابها متسع. فإن ما
أشرنا إليه قطرة من بحر ما له صلىاللهعليهوآلهوسلم منها.
ووجه الاستدلال
بها أن فيها ما نطق القرآن به ، وفيها ما علم علما لا مجال للشك فيه ، وباقيها
بانضمام بعضه إلى بعض ، واتفاقه في دلالة الإعجاز ، فلحق بالمتواتر ويفيد مفاده ، ولوقوعها
على صفة المعجز المعتبر بشرائطه لا يتقدر فيها ما ينافيه ويقدح فيه ، فأكدت ما
بيناه من نبوته وصدق دعوته ، وببقاء شريعته إلى انقضاء التكليف وتحقيق ثبوتها وجوب
كونها ناسخة لما تقدمها من الشرائع ، لأن العقل لا يمنع من جواز النسخ ، بل يشهد
بحسنه ، لكونه طريقا إلى الإعلام بتجدد المصالح التي لا يمكن استعمالها إلا به ، ولأن
التعبد بالأحكام الشرعية تابع
__________________