وحاشا أيضاً للصادق الأمين صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يأتمن علىٰ أمانته العظيمة ـ القرآن الكريم ـ أمثال هؤلاء ، بل الثابت المعلوم أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عيّن جماعة من الصحابة يحفظون القرآن ثمّ يعرضـونه عليه ، وكان كلّ ذلك يجري تحت عنايته وإشرافه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كـ : ابن مسعود ، وأُبيّ بن كعب ، وغيرهما (١).
أضف إلىٰ ذلك : وجود باب مدينة علم المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم أمير المؤمنين عليهالسلام بين ظهراني الصحابة بعد وفاة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو الّذي كان يقول : « والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيم نزلت ، وأين نزلت ، وعلىٰ مَن نزلت ، إنّ ربّي وهب لي قلباً عقولا ، ولساناً طلقاً » (٢).
كما كان عليهالسلام يقول : « سلوني عن كتاب الله ! فإنّه ليس من آية إلاّ وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار ، وفي سهل أم في جبل ... » (٣).
الأمر الّذي يدلّ علىٰ أنّ الله عزّ وجلّ قد جعل لدينه قلوباً صافيات
__________________
عبد الله بن أبي سرح ، الّذي ولاّه الخليفة عثمان بعد ذلك مصر.
راجع تفسير الآيات وسبب نزولها في تفسير ابن كثير ، وتفسير الطبري ، والكشّاف للزمخشري ، وأسباب النزول للسيوطي ، والسيرة الحلبية ـ للحلبي الشافعي ـ باب : فتح مكّة ، وغيرها.
(١) جاء في تفسير مجمع البيان ـ للشيخ الطبرسي ـ ١ / ١٥ ، وأيضا عن الشبلنجي المصري في نور الأبصار : ٤٨ ـ في ما نقله عن العلاّمة الدميري في حياة الحيوان ـ : وأمّا مَن جمع القرآن حفظاً علىٰ عهده فأُبيّ بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وأبو يزيد الأنصاري ، وأبو الدرداء ، وزيد بن ثابت ، وعثمان بن عفّان ، وتميم الداري ، وعبادة بن الصامت ، وأبو أيّوب الأنصاري. انتهىٰ.
وانظر للاستزادة : البرهان في علوم القرآن ـ للزركشي ـ ١ / ٢٤٠ فصل : في بيان مَن جمع القرآن حفظاً من الصحابة علىٰ عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٢) حلية الأولياء ١ / ٦٨ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٩٧.
(٣) الطبقات الكبرىٰ ٢ / ٣٣٨.