هاتين الصفتين لنفسه ، لوجوب كونه مريدا كارها للشيء الواحد على الوجه
الواحد ، ولا لعلة قديمة لما سنبطل به الصفات القديمة ولا لعلة محدثة في غير حي لافتقاره
الإرادة إلى نيته ، ولا لعلة موجودة في حي لوجوب رجوع حكمها إلى ذلك ، فلم
يبق إلا لأن توجد لا في محل.
ولا يجوز أن يكون
له في نفسه صفة زائدة على ما ذكرناه لأنه لا حكم لها معقول من الصفات ، ويفضي إلى
الجهالات .
ويجب أن يكون
قادرا فيما لم يزل ، لأنه لو تجدّد له ذلك لم يكن إلا لقدرة محدثة ، ولا يمكن استناد إحداثها إلا
إليه ، فيؤدي إلى تعليق كونه قادرا بكونه محدثا ، وكونه محدثا إلى كونه قادرا ، وثبوت كونه
قادرا فيما لم يزل يقتضي أن يكون فيما لم يزل حيا موجودا.
ويجب أن يكون
عالما فيما لم يزل ، لأن تجدّد كونه عالما يقتضي أن يكون بحدوث علم ، والعلم لا يقع إلا ممن هو
عالم.
ووجوب هذه
الصفات له تدل على أنها نفسية ، وادعاء وجوبها لمعان قديمة تبطل صفات
النفس ، ولأن الاشتراك في المقدّم يوجب التماثل والمشاركة في سائر صفات النفس ، ولا يجوز
خروجه تعالى عن هذه الصفات لاستنادها إلى النفس.
ويجب كونه
تعالى غنيا غير محتاج ، لأن الحاجة تقتضي أن يكون ينتفع ويستضر ، ويؤدي إلى
كونه جسما. ولا يجوز
__________________