غنى ، فاستشفوه من
أدوائكم ، واستعينوا به على لأوائكم...» .
ولا ينحصر إعجاز القرآن في كونه في
الدرجة العليا من الفصاحة ، والبلاغة ، وسلاسة التركيب ، والتأليف العجيب ، والأسلوب
البكر فحسب.
بل هو معجزة أيضاً لأنه حوى أصول الدين
، والدنيا ، وسعادة النشأتين.
ومعجزة لأنه أنبأ بأخبار حوادث تحققت
بعده.
كما أنّه معجزة من وجهة التاريخ ، وبما
أنّ فيه من أخبار القرون السالفة والأمم البائدة ، التي لم يكن لها تاريخ في عصر
الرسول (ص) ممّا أثبتت الكشوف الأثرية صحّتها.
ومعجزة لأن فيه أصول علم الحياة ، والصحة
، والوراثة ، وما وراء الطبيعة ، والا قتصاد ، والهندسة ، والزراعة.
ومعجزة من وجهة الاحتجاج.
وإعجاز من وجهة الأخلاق ، و ... و ... و
...
وقد مرّ عليه أربعة عشر قرناً ، ولم
يقدر في طول هذه القرون أحد من البلغاء أن يأتي بمثله ، ولن يقدر على ذلك أحد في
القرون الآتية ، والأعصار المستقبلة ، ويظهر كل يوم صدق ما أخبر الله تعالى به ( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا ).
هذا هو القرآن ، وهو روح الأمة
الإسلامية ، وحياتها ، ووجودها ، وقوامها ، ولولا القرآن لما كان لنا كيان.
هذا القرآن هو كل ما بين الدفتين ليس
فيه شيء من كلام البشر
__________________