ففاداهم رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم ، فأنزل الله (
لَّوْلاَ
كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
) ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
: « إنْ كاد ليمسّنا في خلاف ابن الخطّاب عذاب عظيم ، ولو نزل العذاب ما أفلت إلا
عمر » .
اتّهموا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بأنّه لم يجمع القرآن الكريم :
اتّهموه بأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم توفي ولم
يجمع القرآن ، وهذه من القضايا الخطيرة التي يتبنّاها أهل السنّة ، واتهّموا بها
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وطعنوا في عصمته ونبوّته ورسالته ، وجعلوا منها فضائل لأبي بكر وعمر وعثمان ،
ألا وهي قضيّة جمع القرآن ، وأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
توفي ولم يهتمّ بالقرآن الكريم ولم يجمعه ، وكانت آياته متفرّقة بين الناس.
والله سبحانه وتعالى يقول في سورة
القيامة : ( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ) ، ووردت الأحاديث عند السنّة أنّ جبريل
كان يراجع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بالقرآن كلّ سنة مرّة ، وآخر سنة من حياته الشريفة راجعه فيها مرّتين ، وكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
يعرض القرآن على جبريل عليهالسلام
في كلّ عام مرّة فلمّا كان في العام الذي قبض فيه ، عرضه عليه مرّتين .
كذلك ذكرت الأحاديث أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان مهتمّاً
بكلّ صغيرة وكبيرة فيما يتعلّق بالقرآن الكريم من ناحية الترتيب والرعاية والحفظ ،
فكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
كثيراً ما يقول ضعوا آية كذا في مكان كذا.
وروى في الإتقان في علوم القرآن : قال
ابن الحصّار : ترتيب السور ووضع
__________________