قضيّة اغتيال السيّدة فاطمة الزهراء سلام الله تعالى عليها ، من كشف حرمتها ، وحرمة بيتها والهجوم عليه ، وإحراق الباب ، وضربها ، وإيذائها ، وكسر ضلعها ، وإسقاط جنينها ، فبعد أنْ بيّنت لك بعضاً من النصوص التي تدلّ على ذلك ، قاموا بمحاولة تبرير هذه القضيّة ، وإيجاد المخارج لها ، وهذا يدلّ دلالة قاطعة ، بالإضافة إلى ما ذكرنا من نصوص ، أنّ كلّ ما ذكر قد حصل بالفعل.
فهذا ابن تيمية الذي دائما كان دأبه إنكار ورفض كلّ النصوص التي جاءت في حقّ أهل البيت ، لم يستطع أنْ ينكر هذه القضيّة ، بل حاول فقط تبريرها ، وفي تبريره لها دليل قاطع على عدم استطاعته تكذيب هذه الحادثة ، والروايات التي تتعلّق فيها ، وإليك ما جاء عن ابن تيمية في كتابه منهاج السنّة حيث قال : ونحن نعلم يقينا أنّ أبا بكر لم يقدم على عليّ والزبير بشيء من الأذى ، بل ولا على سعد ابن عبادة ، المتخلّف عن بيعته أولاً وآخراً ، وغاية ما يقال : إنّه كبس البيت لينظر هل فيه شيء من مال الله الذي يقسمه (١).
أبو بكر يعترف بفعلته :
أمّا لماذا لم يستطع ابن تيمية إنكار هذه القضيّة؟ فذلك لأنّ الخليفة الأوّل أبا بكر قد اعترف شخصيّاً بأنّه قام بتلك الفاجعة الأليمة ، من الهجوم على بيت السيّدة الزهراء عليهاالسلام ، واقتحامه والتعدّي عليه ، وكشف ستره ، وانتهاك حرمته. وهذا الاعتراف موجود بكلّ صراحة في كتب وصحاح أهل السنّة ، وإليك بعض من تلك النصوص :
وروى الطبراني في معجمه الكبير ، عن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه قال : دخلت على أبي بكر رضي الله تعالى عنه ، أعوده في مرضه الذي توفي فيه ، فسلّمت عليه ، وسألته ، كيف أصبحت؟ فاستوى جالساً ، فقال : أصبحت بحمد الله
__________________
(١) منهاج السنّة ٨ : ٢٩١.