عصمة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
العصمة عبارة عن لطف يفعله الله في
المكلّف ، بحيث لا يكون له مع ذلك داع إلى ترك الطاعة ولا إلى فعل المعصية مع
قدرته على ذلك ، ويحصل انتظام ذلك اللطف بأنْ يحصل له ملكة مانعة من الفجور
والإقدام على المعاصي مضافاً إلى العلم بما في الطاعة من الثواب ، والعصمة من
العقاب ، مع خوف المؤاخذة على ترك الأولى ، وفعل المنهي. وربّما تعرّف بأنّها قوّة
تمنع الإنسان عن اقتراف المعصية والوقوع في الخطأ.
القرآن الكريم طرح عصمة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في أكثر من
آية ، وأهم تلك الآيات والتي فيها الكفاية قوله تعالى : (وَمَا
يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) .
كلمة ـ ما ـ التي في الآية نافية ،
والنطق فيها عام ، أي أنّ كلّ ما يتكلّم أو ينطق به النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يكون عن
هوى أو ميل النفس ، بل إنّ كلّ ما ينطق به هو وحي من الله ألقي في روعه وأوحي إلى
قلبه ، وهذا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
الذي لا يتكلّم ولا ينطق عن الهوى أو عن ميل النفس ، بل يعتمد في منطقه على الوحي
، يكون محفوظاً ومصوناً عن الزلل أو الخطأ أو السهو في كلّ ما يأخذ عن الله ، وكلّ
ما يبلّغ به ، قال تعالى : (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ
مَا رَأَى)
، وقال
تعالى : (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) .
__________________