الفريق الآخر ، من أفكار وأطروحات ، وحلول. مما يجعل من الحالة النفسية لكلّ منهما ، هي كيف يمكن أن يسجّل نقطة ضدّ الأفكار التي يثيرها ، لا كيف يناقشها وينظر في طبيعتها الفكرية من حيث الخطأ والصواب.
وينتهي أصحاب هذا الاتّجاه إلى الفكرة التي تقول : إنّنا كشيعة ، يمكننا إقناع المسلمين الآخرين بصحّة أطروحتنا الفكرية في فهم الإسلام ، فيما نعتقد أنّه الحق ، من خلال ما نملك من أدلّة وبراهين. وذلك في نطاق الوحدة ، أكثر مما نستطيع ذلك في ظلّ الوضع الطائفي الحاقد المألوف.
أما في الناحية الثانية : وهي نظرة المسلمين غير الشيعة إلى الوحدة مع الشيعة فهناك ثلاثة اتّجاهات :
الأوّل : الذي ينظر إلى الشيعة ، بأنّهم خارجون عن الإسلام فيما ينسبه إليهم أصحاب هذا الاتّجاه من عقائد في الغلو والشرك وتحريف القرآن أو إيمانهم بقرآن آخر غير هذا القرآن. وما إلى ذلك من مفاهيم لا تلتقي مع الأسس العقيدية التي ركّز الإسلام عليها فكره وشريعته. وبذلك لا معنى لطرح قضية الوحدة معهم ، التي يجب أن تطرح مع المسلمين لا مع المنحرفين عن خطّ الإسلام كما أنّ إقحامهم في داخل المجتمع الإسلامي ، يمثّل لوناً من ألوان الخطر على صفاء العقيدة الإسلامية وعلى سلامة المجتمع الإسلامي. وذلك من خلال ما يثيرونه من شبهات وأضاليل ومؤامرات على الإسلام والمسلمين.
وهذا الاتّجاه يتمثّل في الأغلب ، في الطريقة السلفية الوهابية. وقد عملت هذه الطريقة على تعميق الهوّة بين السنّة والشيعة بمختلف الأساليب الإعلامية ، والضغوط المادّية والمعنوية ، وحاولت أن تستغلّ الإمكانات المادية والرسمية