وهناك قوى العدوان والاستكبار العالمي ، والتي تعلن مواجهتها للصحوة الإسلامية ، وتراها الآن الخطر الأكبر على الحضارة المادّية الرأسمالية ، وخاصّة بعد سقوط المعسكر الشرقي ، كما هو مفاد مقولة صموئيل هانتنغتون في صدام الحضارت.
وهناك القوى المصلحية والمتسلّطة في داخل الأُمّة الإسلامية ، والتي تمارس الاستبداد والقمع ، وتنفّذ خطط الأعداء ، بوعي أو بغير وعي ، وتقلّص دور العلماء في التبليغ والدعوة إلى الله.
وهناك أمراض التخلّف التي تعاني منها الأُمّة ، وأخطرها الجهل بالدين والحياة.
هذه التحدّيات الخطيرة القائمة ، والتي يفترض أن يستشعرها كلّ رجل دين ، يجب أن تكون دافعاً لتقارب علماء الدين ، وتعاونهم على مواجهتها.
والأهداف الكثيرة المشتركة التي يؤمنون بها جميعاً ينبغي أن توحد صفوفهم ، وتنظّم حركتهم باتّجاه تحقيقها.
وما دامت أصول العقيدة ، ومعالم الشريعة ، ومنابع الأحكام ، واحدة ، فإنّها تشكل أرضية خصبة للتوافق والتلاقي ، وتجاوز موارد الاختلاف في الفروع والجزئيات ، والمسائل الثانوية والتفصيلية.
والسؤال الذي يشغل بال المخلصين في الأُمّة هو : لماذا يغفل العلماء ويتجاهلون مساحات التلاقي الواسعة بينهم ، ومواقع الاتّفاق العريضة ، وينشغلون بنقاط الخلاف المحدودة والجانبية؟
إنّ ذلك يقعد بهم عن مواجهة التحدّيات القائمة ، ويضعفهم اتّجاهها ،