الروايات من قبل فرق
أهل السنة ولدفع الشك عن نفوس الاتباع فيها.
ومن الملاحظ أن بعض نصوص هذه الروايات
جاء عن طريق معاوية بن أبي سفيان ، وهي في أغلبها تركزت حول الشام معقل معاوية
واتباعه ، والروايات التي جاءت عن طرق أخرى لم تشر إلى الشام قام الفقهاء بتأويلها
نحو الشام.
ومعنى أن بعض هذه الروايات جاءت عن طريق
معاوية وأشارت إلى الشام معقله ورواتها الآخرون من الصحابة هم من اتباعه وحلفائه
مثل المغيرة بن شعبة ومالك بن يخامر وأبي هريرة ـ معنى هذا أنها روايات سياسية
اخترعت لنصرة معاوية وخطة وإضفاء المشروعية على نهج أهل الشام خصوم الإمام علي
وأهل الكوفة.
والظاهر أن وقت ظهور هذه الروايات هو
الفترة الأموية ، ولو كانت هذه الروايات قد ظهرت في العصر العباسي لاتجهت بالطائفة
المنصورة نحو بغداد.
إلاّ أنه يمكن القول أن تفسيرات فقهاء
فرق أهل السنة للطائفة المنصورة وحصرها في دائرة أهل الحديث برزت في العصر العباسي
فترة ظهور أهل الحديث الذين لم يكن لهم وجود في العصر الأموي.
ولم تلق هذه الروايات ما لاقت روايات
الفرقة الناجية من طعن في سندها إذ إنها رويت في صحاح القوم وعلى رأسها البخاري
ومسلم ، فلا مجال للكلام في سندها هنا مادام القوم لم يطعنوا في سندها من الأصل
كما طعنوا في سند روايات الفرقة الناجية.