في حديث السلا الذي ألقى على النبي (ص) » ، وحمزة هو عم
النبي.
والْحِمَى ـ كإلى ـ المكان والكلاء والماء يحمي أي يمنع.
ومنه : « حِمَى السلطان » وهو كالمرعى الذي حماه فمنع منه ، فإذا سيب الإنسان ماشية
هناك لم يؤمن عليها أن ترتع في حماه فيصيبه من بطشه ما لا قبل له به.
وتثنية الْحِمَى «
حِمْيَانٌ » بكسر الحاء ، على لفظ الواحد.
ومنه الْحَدِيثُ
: « أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى
أَلَا وَإِنَ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ ، فَمَنْ رَتَعَ حَوْلَ الْحِمَى أَوْشَكَ أَنْ يَقَعَ فِيهِ ». أي قرب أن يدخله.
ومثله : « والْمَعَاصِي
حِمَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَمَنْ يَرْتَعْ حَوْلَهَا يُوشِكْ
أَنْ يَدْخُلَهَا ». وفِي قَوْلِهِ (ع) : « إِنَ حِمَى
اللهِ مَحَارِمُهُ ». إعلام
بأن التجنب عن مقاربة حدود الله والحذر من الخوض في حماه أحق وأجدر من مجانبة كل
ملك ، فإن النفس الأمارة بالسوء إذا أخطأتها السياسة في ذلك الموطن كانت أسوأ
عاقبة من كل بهيمة خليع العذار.
وفِي
الْحَدِيثِ : « جَعَلَ رَسُولُ اللهِ اثْنَيْ عَشَرَ مِيلاً حَوْلَ الْمَدِينَةِ حِمىً ». أراد تحريم صيدها وقطع شجرها ٌ و « هذا شيء حِمىً » على فعل بكسر الفاء وفتح العين ، يعني محظور لا يقرب.
ومِنْهُ : « لَا حُمَّى فِي الْأَرَاكِ ».
وقَوْلُهُ (ع)
: « لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ». هو رد لما كان يصنع في
الجاهلية ، وذلك أن الشريف منهم كان إذا نزل أرضا
حَمَاهَا ورعاها من غير
أن يشرك فيها غيره وهو يشارك القوم في سائر ما يرعون فيه ، فجاء النهي عن ذلك ،
وأضافه إلى الله ورسوله ، أي إلا ما يحمى للخيل التي ترصد للجهاد والإبل
__________________