يكون القرآن محدثاً وله أول وآخر .. وقد وصف الله تعالى القرآن بأنه محدث مصرحاً غير ملوح ، ولا يجوز أن يصفه بغير ما يستحقه من الأوصاف .
فأما الوصف للقرآن بأنه مخلوق ، فالواجب الإمتناع منه والعدل عن إطلاقه ، لأن اللغة العربية تقتضي فيما وصف من الكلام بأنه مخلوق أو مختلق أنه مكذوب مضاف إلى غير فاعله ، ولهذا قال الله عز وجل : إن هذا إلا اختلاق . وتخلقون إفكاً . ولا فرق بين قول العربي لغيره كذبت ، وبين قوله خلقت كلامك واختلقته .
وقد ورد عن أئمتنا عليهمالسلام في هذا المعنى أخبار كثيرة تمنع من وصف القرآن بأنه مخلوق ، وأنهم عليهمالسلام قالوا : لا خالق ولا مخلوق .
وروي عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال في قصة التحكيم : إنني ما حكمت مخلوقاً وإنما حكمت كتاب الله عز وجل . ويشبه أن يكون الوجه في منع أئمتنا عليهمالسلام من وصف القرآن بأنه مخلوق ما ذكرناه ، وإن لم يصرحوا عليهمالسلام به » .
وقال الشيخ الطوسي في كتابه الخلاف « ٦ / ١١٩ » : « كلام الله تعالى : فعله ، وهو محدث ، وامتنع أصحابنا من تسميته بأنه مخلوق لما فيه من الإيهام بكونه منحولاً . وقال أكثر المعتزلة إنه مخلوق ، وفيهم من منع من تسميته بذلك ، وهو قول أبي عبد الله البصري وغيره . وقال أبوحنيفة وأبويوسف ومحمد : إنه مخلوق . قال محمد : وبه قال أهل المدينة . قال الساجي : ما قال به أحد من أهل المدينة .
قال أبويوسف : أول من قال بأن القرآن
مخلوق أبوحنيفة . قال سعيد بن سالم : لقيت إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة في دار المأمون ، فقال : إن القرآن مخلوق هذا