|
ـ
استغفر اللّه ، فقال :
ـ
عليكم بالطريق فالزموه ، ولئن أخذتم يميناً وشمالاً لتضلنَّ ضلالاً بعيداً ) .
|
فهذهِ المعالجة غير صحيحة على إطلاقها
لما ذكرناه من تفصيل ، على الرغم من أنَّ أغلب مَن ذكر هذهِ الواقعة من علماء العامة
عدَّها من مصاديق محاربة ( الابتداع ) ومواجهته ، ولكنَّ تأثيرها كان عكسياً على
الدين الإسلامي المبين.
قال الشيخ ( يوسف البحراني ) في ( الحدائق
الناضرة ) :
|
(
لا ريب في أنَّ الصلاة خير موضوع ، إلا أنه متى اعتقد المكلف في ذلكَ أمراً
زائداً على ما دلَّت عليه هذهِ الأدلة من عددٍ مخصوص ، وزمانٍ مخصوص ، أو كيفية
خاصة ، ونحو ذلك ، مما لم يقم عليه دليل في الشريعة ، فإنَّه يكون محرَّماً ،
وتكون عبادته بدعة ، والبدعية ليست من حيث الصلاة ، وإنَّما هي من حيث هذا
التوظيف الذي اعتقده في هذا الوقت ، والعدد ، والكيفية ، من غير أن يرد عليه
دليل ) .
|
ومن الواضح لدينا أنَّه حينما سَنَّ ( عمر
) صلاة ( التراويح ) ، وأمر المسلمين بها ، وعيِّنَ لهم إماماً خاصاً يقيمها ، واستَحسنَ
ذلك بعد ذلك ، فإنّه لم يَعمد إلى هذا العمل بما هو عمل عام ، يأتي به الشخص بنية
القربة المطلقة ، وامتثال عموميات الأدلة التي تحث المسلمين على صلاة النوافل ، أو
صلاة الجماعة ـ على الرغم من أننَّا لا نسلم حتى هذا المقدار لما ذكرناه آنفاً ـ وإنَّما
الملاحظ أنَّه قد أريد لهذا العمل أن يكون عملاً
__________________