تمهيد
هل يصدّق عاقل أنّ الصحابة قد أحسّوا
بأهميّة إدارة الأُمّة فأجمعوا فشكّلوا اجتماع السقيفة لاختيار مدير لها ، وأدركوا
الحاجة إلى الدولة والنظام ، ولم يدرك ذلك الله ورسوله؟! ـ معاذ الله ـ وهو الذي
بلّغ الحجّة على أنّ النعمة قد تمّت ، وأنّ الدين قد اكتمل : ( الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ
الإسلام دِينا )
وأنّه مابقي
شيء مما يهم الإنسانية في أمور دينها ودنياها إلّا في كتابه العزيز : ( ومَا
فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ )
.
بل نقول : إنّ القيادة هي أهم أمر شدّد
عليه الإسلام ، وكرّره الرسول صلىاللهعليهوآله
في أكثر من موقف ابتداءً بحديث الدار عند نزول آية الإنذار وحتّى حديث الغدير ، بل
حتّى أنّ طلب الرسول صلىاللهعليهوآله
أنّ يؤتى بدواة وقرطاس يكتب لأُمّته كتاباً لا يضلّوا بعده أبداً ، وهذا الكتاب
الذي أراد أنّ يكتبه ويبيّنه هو مفاد حديث الثقلين المشهور والمتواتر بأنّ أهل
البيت والقرآن لا يضلّ من تمسك بهما أبداً ، والوصيّة لأهل البيت عليهمالسلام حتّى آخر الحجج
المهدي المنتظر ( عجل الله فرجه ).
لشدّة أهميّة الخلافة الإسلامية ، والقيادة
الحكيمة ، وضرورة وحدة القيادة جعل بدوره من ينوب عنه في غيبته لكي لا يسود الهرج
والمرج في الأُمّة ، فصدر
__________________