نعم ، إنّ العصمة لا تعني الجبر على ترك الذنب ، بل إنّ المعصومين عليهمالسلام انكشفت لهم الحقائق ، فهم يرونها رأي العين ، فمثلاً : المسلم العاقل لا يمكن ان يخرج إلى الشارع عريان ؛ لأنّه يعلم بقبح ذلك شرعاً وعقلاً.
والمعصومون عليهمالسلام يرون قبح أدنى خطأ ذنباً كبيراً ؛ لهذا تنزهوا عن فعل الذنوب كبيرها وصغيرها بشهادة القرآن الكريم والسنة الصحيحة ؛ ورسول الله صلىاللهعليهوآله أمر فاطمة عليهاالسلام بأنّ تأتي هي وزوجها وولداها ، ولم يأمرها بأن تدعو أحداً غير هؤلاء ، وكان له أقرباء كثيرون ، وأزواجه في البيت عنده ، بل لم يأذن لأم سلمة أنّ تدخل معهم تحت الكساء ، كما روته أم سلمة نفسها ، فالرسول صلىاللهعليهوآله عندما لم يأذن لأم سلمة أنّ تدخل معهم تحت الكساء دليل على أنّ لهذه القضية شأن ومقام يختص بمن هم ورثته على أمّته ، وهم : الإمام علي والحسن والحسين عليهمالسلام وأم الأئمة البتول الزهراء عليهاالسلام فقط ، ولا عبرة لمن قال : إنّها نازلة في نسائه كالضحاك وعكرمة وأمثالهما ، ونبطل قول من قال : إنّها في نسائه بحجّة إنّها في سياق آيات تتحدث عن نساء النبي صلىاللهعليهوآله بما يلي :
١ ـ إنّها تعارض ما روته الصحاح والسنن والمسانيد عن ابن عباس ، وجابر ابن عبد الله ، وعن زيد بن أرقم ، وأم سلمة ، وعائشة وغيرهم : أنّها نزلت في الخمسة أهل الكساء عليهمالسلام فقط وفقط ، وبيّنوا من هم أهل الكساء عليهمالسلام.
٢ ـ إنّ أم سلمة وعائشة من جملة القائلين باختصاص الآية المباركة بالخمسة أهل الكساء عليهمالسلام ، وإنّهن لسن منهم.
٣ ـ وممن قال إنّها في نساء النبي : عكرمة ، وقوله هذا غير منقول عن أحد من الصحابة ، وهو كان من دعاة الخوارج كما قال الذهبي ، وقد نصّ كثير من أئمّة القوم على أنّه كان كذّاباً.