وقد ورد في كتب العامة أنّ مخلوقات الله ، كالسماء والأرض ، وكل حجر ومدر ، والملائكة ، قد بكت على الحسين عليهالسلام (١) ، وهذا ما لا يترك للمشككين منفذاً للتشكيك في شرعية إحياء ذكرى الحسين عليهالسلام.
وقد ذكر الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء : أنّ مشاهدهم وقبورهم قد شُعرتْ من قبل الرسول صلىاللهعليهوآله حيث قد ورد عن طرق العامة (٢) ـ فضلا عن طرق الخاصة (٣) ـ الحثّ على زيارتهم ، وإعمار قبورهم ، وما شابه ذلك ، مما يدلّ على رغبة الشارع في إشادة هذا البنيان كمعلم للدين ، إذن كون هذه الشعيرة من الشعائر العظيمة للدين ، أمر مسلّمٌ به.
أهل البيت عليهمالسلام قد بيّنوا بعض مصاديق الشعائر
وقد بيّن أهل البيت عليهمالسلام بعض الأساليب والمصاديق في إحياء الشعائر الحسينية ، إلاّ أنّ بيانهم عليهمالسلام لتلك الأساليب لا يدلّ على الحصر ، وأنّ غيرها من الأساليب والمصاديق مرفوضة في الشرع.
ولنا أن نتساءل عن كيفية اختيار الشعائر المناسبة؟ ذكرنا : أنّ الشرط الأوّل في الشعائر الدينية ـ فضلا عن الشعائر الحسينية ـ أن تكون هذه الشعائر عملا مباحاً ، وهذا أمرٌ جليٌ واضحٌ. وقد مرّ علينا أنّ الشعائر تعني العلامات لمعنى ديني معيّن ،
__________________
١ ـ تفسير القرآن العظيم ٤ : ١٣٨ ، عند قوله تعالى ( فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالأَرْضُ ) ، الدخان (٤٤) : ٢٩.
٢ ـ ورد في الدرّ المنثور ٥ : ٩١ ، ذيل سورة النور (٢٤) : ٣٦ ، وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك وبريدة قال : قرأ رسول الله صلىاللهعليهوآله هذه الآية ( في بيوت أذن الله أن ترفع ) فقام إليه رجل فقال : أي بيوت هذه يا رسول الله؟ قال : بيوت الأنبياء. فقام اليه أبو بكر فقال : يا رسول الله هذا البيت منها؟ البيت علي وفاطمة قال : نعم ، ومن أفاضلها.
٣ ـ جامع احاديث الشيعة ١٥ : ٩٠ ، ١٤٩ ، باب ما ورد في فضل زيارة الائمة المعصومين عليهمالسلام ، وباب استحباب عمارة قبور الأئمة عليهمالسلام.