إدراك صحيح لنظريّة الخلافة أو الإمامة في الأمّة ، ولا فهم بمقاصد الشريعة وأهدافها ، وقد ظهر عجزهم حتّى في قراءة التاريخ الإسلامي ، عندما اعتبر مؤسّسهم أنّ عصور الظلام التي أرخت سدولها على الأمّة ، منذ وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، إلى عصر سقوط الإمبراطوريّة التركيّة الملقّبة بالخلافة العثمانيّة ، هي عصور خلافة شرعيّة ، وقد سقطت الخلافة عنده في عهد السلطان عبد الحميد سنة ١٩٠٧ ميلاديّة.
ومن ناحية أخرى ، ترى عناصر ذلك الحزب يعلنون عداءهم للثورة الإسلاميّة في إيران ، ويعتبرونها غير إسلاميّة ، بسبب إعراض أو سكوت قادة الثورة على مشروع إقامة الخلافة الذي تقدّموا به إليهم ، وليتهم فهموا أنّ هنالك فارق جوهري بين التلفيق الذي يدعون إليه ، ونظرية الإمامة التي يعتقدها الجانب الشيعي كأداة حكم إلهية.
لقد وجدت نفسي في ساحة تنوّعت فيها الاتّجاهات ، ولم يشكّل ذلك التنوع إلّا دافعاً نحو مزيد من الانكماش عن الطرف الآخر والرأي الآخر ، إلى درجة ظهر عنها العداء ، وبرزت الكراهيّة على سطح العلاقات بين أفراد تلك الجماعات.
وتساءلت عن سبب هذه النفرة التي تدفع إلى حالة من العداء ؟ وكنت متصوّراً أنّ هذه الحالة ليس لها علاقة بالموروث القديم الذي بين أيدينا اليوم ، فلم أقحم هذه الفرضيّة المستبعدة ، إلّا بعد أن أعيتني الحيلة في الوصول إلى نتيجة تبرّر سبب الفرقة.
لقد حثّ المولى سبحانه وتعالى المسلمين
على الوحدة ، ونبذ الفرقة ، وأكّد على ضرورة رصّ الصفوف ، على المستويين الفكري باعتبار أنّ الدين واحد ، وأنّ الأمّة واحدة ، قال تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ