الثقلين ، فهناك أيضا عدد من حفّاظ العامّة أخرجوه كلّ حسب شروط رواته ، فهذا الترمذي قد نقله في سننه (١) ، والنسائي في خصائصه (٢) ، وأحمد بن حنبل في مسنده (٣) ، والحاكم النيسابوري في مستدركه (٤) ، والطبراني في معجمه الكبير (٥) ، وابن أبي شيبة في مصنفه (٦) ، والبغوي في مصابيح السنّة (٧) ، وابن حجر في الصواعق (٨) ، وأبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء (٩) ، وقد اعترف الألباني على نصبه بصحته في صحيح الجامع الصغير (١٠) ، والمناوي في فيض القدير (١١) ، وابن حجر في المطالب العالية (١٢) والبوصيري في الإتحاف (١٣) ، وغيرهم كثير لا يسعني ذكرهم ، وقد اقتصرت على المشهورين منهم. وتساءلت عن السبب الذي دفع بعلماء عامّة الأمّة إلى تجاهل حديث الثقلين ، والإعراض عنه ، رغم تعدد طرقه ، وكثرة حفّاظه ، مقابل تقديم رواية مالك عليه ، وهي بتلك الحال من الضعف ؟
ولم أهتد إلّا إلى أنّ الواقع السياسي الذي كان سائداً في القرون الأولى ، هو الذي أسهم بشكل جليّ في إقصاء عترة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ودفعهم من أن يكونوا الثقل الذي يلتجىء إليه المسلمون ، وأطلق عبيد الدنيا ليعبثوا بالسنّة النبويّة التي لم
_________________
(١) سنن الترمذي ٥ : ٣٢٩.
(٢) خصائص الامام علي : ٧١ ـ ٧٢.
(٣) مسند أحمد ٣ : ١٤ ، ١٧ و ٥ : ١٨٢ ، ١٨٩.
(٤) المستدرك ٣ : ١٠٩.
(٥) المعجم الكبير ٥ : ١٥٣.
(٦) المصنّف ٧ : ١٧٦.
(٧) مصابيح السنّة ٢ : ٤٥٧ ، ٢٧٢٦ و ٢٧٢٧.
(٨) الصواعق المحرقة ٢ : ٤٢٨.
(٩) حلية الأولياء ١ : ٣٥٥.
(١٠) صحيح الجامع الصغير ١ : ٤٨٢.
(١١) فيض القدير شرح الجامع الصغير ٣ : ٢٠.
(١٢) المطالب العالية ٤ : ٦٥ ، ح ( ٣٩٧٢ ).
(١٣) إتحاف الخيرة المهرة ٩ : ٢٧٩ ، ح ( ٨٩٧٤ ).