قد جدف ) ، فكان من
الواضح لهم أن يسوع كان يدعي أكثر من ذلك ، إذ رفع نفسه إلى درجة الألوهية.
وفي الواقع فالانسان يبقى مندهشا عند
سماعه لمثل هذا الكلام ، فما معنى أن يكون المسيح ( عليه السلام ) انسانا وابن
إنسان ولكنه الله في نفس الوقت وابن الله ، نعم من الممكن أن يصل إلى درجة عالية
من القرب الإلهي من خلال العبادة والطاعة لمولاه ، فيقول للشئ كن فيكون ، أما أن
يكون الإنسان انسانا وإلها في آن واحد ، فهو مما لا يحتمله العقل البشري.
ابن الله :
أن الكنيسة تعتبر هذا اللقب هو السر
الذي يشير إلى حقيقة المسيح ( عليه السلام ) وتصر على تسمية المسيح ( عليه السلام
) به. إذ من خلال قبول هذا اللقب للمسيح ( عليه السلام ) تكتمل فصول عقيدة الفداء
والخلاص ، وكذلك عقيدة الثالوث الأقدس ، إذ أن المسيح ( عليه السلام ) في هذا
الثالوث هو الاقنيم الثاني.
ومما يثير الدهشة أن المسيح ( عليه
السلام ) لم يسم بهذا الاسم ولا مرة واحدة في الأناجيل الموافقة ( متي ، مرقس ، لوقا
) ، بل كما رأينا فهو دائما يطلق على نفسه ابن الإنسان ، وما تذكره الأناجيل لهذه
__________________