كثيرة يعيشون في
البرزخ ويزورون أهلهم ...
عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن
أبي عُمير ، عن حفص بن البختري ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : « إنّ المؤمن ليزور
أهله فيرى ما يُحب ويُستر عنه ما يكره ، وانّ الكافر ليزور أهله فيرى ما يكره ويُستر عنه ما يُحب
، ... ومنهم من يزور كل جمعة ، ومنهم من يزور على قدر عمله
» .
وبعد وضوح كل ذلك ، فما المانع من أن
يكون هؤلاء الذين غادروا الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة ، يسمعون ويرون ويدعون الله للذين لم يلحقوا بهم من المؤمنين والشهداء في قضاء حوائجهم (
فَرِحِينَ بِمَا
آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ
خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ
بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ المُؤْمِنِينَ ... ) .
وكل ما تقدم يدل دلالة واضحة على
أنَّ الإنسان بعد الانتقال من الحياة الدنيا فإنَّه يعيشُ حياة اُخرى ، يرى الكافر فيها العذاب فيتألم ، ويرى
المؤمنون فيها النعيم فيفرحون ويستبشرون ، وهكذا يبطلُ زعم القائلين بأنَّ الإنسان إذا مات انقطعت كل أسباب العلاقة بينه وبين الأحياء في الدنيا وهو مذهب القائلين بعدم جواز التوسل بالأموات ، وهو مذهب فاسد كما علمت لأنّه مخالف لصريح القرآن الكريم.
وقبل أن نختم هذا الفصل لا بأس بإيراد
رواية صحيحة تروى عن
__________________