بسم الله الرحمن الرحيم : لعبد الله
معاوية أمير المؤمنين.
أمّا بعد ، فإنّ الله قد أحسن عند أمير
المؤمنين البلاء فكاد له عدوّه وكفاه مؤونة من بغى عليه ، إنّ طواغيت من هذه الترابية السبائية رأسهم حجر بن عدي ، خالفوا أمير المؤمنين ، وفارقوا جماعة المسلمين ، ونصبوا لنا الحرب ، فأظهرنا الله عليهم وأمكننا منهم ... » .
فها هو نص رسمي يذكر فيه الترابية
السبائية للوشاية بهم لدى السلطان حتّى ينفّذ فيهم جزاء معونتهم لعلي والانتصار له ، فكان جزاء حجر بن عدي وأصحابه القتل في مرج عذراء الذي فتحه الرجل وجعله جزءاً من دولة الإسلام ، وهو اليوم يقف ليقتل هو وأصحابه فيه.
فالاسم له أبعاده السياسية ، وليس له
أيّ بُعد مذهبي أو عقائدي آنذاك ، وإلّا ما سكت عنه معاوية حتّى يجد دفاعاً يدافع به عن نفسه في قتل حجر بن عدي ، ولو كان هناك سبئية بالمعنى الاصطلاحي عند أهل المقالات والفرق لردّ به معاوية على السيدة عائشة وهي تقول له : يا معاوية أما خشيت الله في قتل حجر وأصحابه ؟!
ولم يجد ما نجده عند أصحاب التاريخ
والمقالات ، وإلّا لقال لها إنّهم ادّعوا لبشر الأُلوهية ، وأنّه يرجع إلى الدنيا ، أو أنّه يسكن السحاب.
وإنّما قال معاوية : إنّما قتلهم من شهد
عليهم.
وهاهو معاوية يحتضر ويقول : يومي منك يا
حجر طويل.
_______________