والناصر لا بمعنى الإمام والخليفة فما قولك؟
ج ـ للأسف إنّ علماء السوء وفقهاء البلاط على مرّ العصور حاولوا التعتيم على هذه النصوص ، ولمّا لم يجدوا ما يناقضها ولتواترها ، فقد حاولوا صرف معناها عن مدلولها ، وأقول لك : ليس من يقول بذلك بأفقه ولا أعلم ممّن كان على زمننا في عهد رسول الله ، فحتى من خالفني وابتزّني حقيّ لم ينكر هذه الصيغة ولم يحورها عن معناها ، فهذا عمر بن الخطّاب بعد حديث الغدير قال لي : هنيئاً لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة (١).
وثانياً ـ إن نزول آية التبليغ ، وهي تبيّن أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان خائفاً يكتم أمراً فطالبه ربّ العزة أن يفصح عن هذا الأمر الذي أمره فيه وهو يعصمه من الناس ، فهل كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يخشى أن يقول للناس إنّ علياً محبّكم وناصركم ، وقد قالها في كلّ يوم من حياته وسيرته؟
ولكن لا يقول ذلك إلاّ من أعمت العصبية بصيرته ، لذلك لا يرى إلاّ من حيث تريه نفسه الأمّارة بالسوء ، وياليتهم حفظوا لي حتى المحبّة والنصرة؟!
____________
١ ـ مسند أحمد ٤ : ٢٨١ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ : ٥٠٣.