إلى أمر آخر سواها ،
كي لا يصاب الإنسان بتعدد العبادات ، أو بتعدد المعبودين ، فينحرف عن التوحيد الذي
هو زبدة الرسالات السماوية.
ـ وحين يتبين لنا عدم التعلق بما هو غير
ذلك ، وكي لا يتوهم المرء أنه يتبع رسولا بعدت المسافة الزمنية بينه وبينه ،
فينحرف عن سواء المعرفة ، جعل الله سبحانه أئمة يهدون إليه.
ـ وإذا كنا قد اتخذنا من إبراهيم عليهالسلام نموذجاً لهذه
الإمامة ، فلأن الآية المباركة حملت العهد على الإمامة وجعلتها شاملة للنبوة
والخلافة
فيما يتطابق على المثال ، الذي يرغب الإنسان ـ مطلق الإنسان ـ في إدراك هديه.
ـ وعندي أنّ الإمام الذي يرفعه الله
ويجعله قيماً ومركزاً يشع نوره على البشرية لا يختلف عن كتاب الله في شيء ،
لاشتراكهما في حقيقة واحدة ، هي حقيقة الهداية ، لقوله تعالى : ( ومن قبله
كتاب موسى إماماً ورحمة )
والواسطة
التي تجمع ما بين الكتاب والإمام ، هي جعل الله لهما ميزة النطق بالحق ، كقول
الإمام عليّ عليهالسلام
في القرآن الكريم : « هذا كتاب الله الصامت ، وأنا كتاب الله الناطق » .