أخوتنا شاحبي الوجوه
بتعجيلهم في
حدوثه ، فالملامة تطاولنا جميعاً ( أرجو من القارئ الكريم الانتباه هنا! ) ربكم ليس
ربنا ، ربكم يؤثر قومه ويبغض قومي ، إنّه يلف الوجه الشاحب بذراعيه الصلبتين
الحاميتين ، ويحنو عليه ويأخذه بيده كما يقود الوالد ولده الغر ، لكنه نبذ أبناءه
الحمر ، إذا كانوا أبناءه حقاً ، كذلك يلوح ، أن ربنا ( الروح الأكبر ) قد نبذنا
بدوره.
ربكم يشد في أزر قومه كل يوم ، ولن يطول
الأمد حتى تحفل بهم الأرض ، قومنا ينحسرون مثل مدّ سريع النكوص ، بلا إياب ، ورب
الرجل الأبيض غير قادر على محبّة قومنا ، ولابسط حمايته عليهم ، أنّهم أشبه بأيتام
لن يعثروا على معين لهم أينما ولوا وجوههم ، فكيف لنا أن نتآخا والحال هذه؟
نحن جنسان مختلفان افترقت أُصولهما ،
وتخالفت أقدارهما ... دينكم كتبته أصابع ربكم الحديدية على ألواح من حجر ، خشية أن
يغلبكم النسيان ، هذه حكاية لا يفهمها الرجل الأحمر ، ولا يتذكرها ، ديننا هو
أعراف أسلافنا ، أحلام شيوخنا التي حباهم بها ( الروح الأكبر ) في سويعات مباركة
من الليل ، ورؤى زعمائنا المنقوشة جميعها على قلوب أبناء شعبنا ... لكن ما لي أحزن
على قدر قومي؟ قبيلة تتبع قبيلة ، وأمة تقتفي أثر أمة ، مثل أمواج البحر ، إنّه
نظام