حقائق الأشياء
وانتزاع المفاهيم الخاصة بها ، وإقامة البراهين والأدلة العقلية على نظريات تلزمه
في حياته ، وبين ما تحتاجه النفس من اتساع وخروج خارج الأطر والحدود المادية ، بما
يساعدها على سدّ بعض الثغرات التي تعتريها ، وتسبب لها الاضطراب والقلق.
ولعلّنا حين نتدرج في بحثنا هذا على
النحو الذي يعطي ثماراً بعد الإحاطة بالغاية ، فإن هذه الثمار سوف لن ينالها من لم
يتغلب على العوالق التي تهمين على النفس ، والتي تنشأ عادة من تراكم المعلومات
التي يكتسبها الإنسان عن طريق التقليد وسائر الأسباب الاتفاقية ، والتي تترك لها
آثاراً فيه ، ينفعل معها بما يلائمها .
ونحن إذ نتطلع إلى الإمامة ، فإنّنا
ننظر في مفهومها وفي ماهيتها باعتبار الحاجة إلى معناها الذي تقوم عليه الدلائل ،
عندما يصار إلى المفارقات التي تنسجم واقعيتها معها ، ورأت فيها أدواراً يؤديها
هذا الكائن البشري أو ذاك ، لما يتجلّى به من ميزة ، أو فضيلة ، أو مكرمة ، أو ما
شابه ذلك.
لذا فالمعرفة الإنسانية من جانب البعد
التركيبي النفسي ، ومن ميدان السبر والتحليل الذي ينطلق منهما مفتاح الدخول إلى
أغوار النفس البشرية ، وجدنا في هذا المكان مجالاً لقراءة الدافع أولاً نحو