حقائق الأشياء
مشكّلا بذلك صورة ذهنية لها
؛ وهو الشكل المنطقي الذي تبنى من خلاله باقي أشكال الفكر ( الحكم ـ القياس )
ويتيح التعمق في معرفة الواقع أبعد ممّا يسمح له الإحساس والإدراك والتصوّر وهو في
النتيجة » خروج عمّا يعطى لنا مباشرة من التجربة الحسية » .
ونحن عند اختيارنا لهذا التعريف ، رمينا
إلى ما يقود الفكرة نحو عمقها ، للخروج بها عن معطيات الظاهر ، بالطبع بعد أن أخذت
شكلها وتسميتها بالنسبة للتجربة الحسية التي ندركها كما أدركها من سلف ، لأنّ
الشيء لا يُعد موجوداً بالنسبة لشعورنا إلاّ عندما يلد فكرة تصبح برهاناً على
وجوده في عقلنا ، وعندما يتيح ذلك يصبح حضوره وجوداً حقيقياً ، وحينئذ تنكشف
شخصيته ويوضع بالتالي اسم يطلق عليه ، تلك هي عملية الإدراك .
فالاسم هو أول تعريف للشيء الذي يدخل
نطاق شعورنا ، وهو تصديق على وجوده ، وهو بهذا الوضع أوّل درجة من درجات المعرفة
وأوّل خطوة نخطوها نحو العلم ، وإذا كان الاسم بهذا المعنى هو الدرجة الأولية في
المعرفة ، فإنّ المفهوم هو الدرجة الأوسع