هارون وجعفر بن
المأمون وأخته أم الفضل ـ سمّاً في شيء من عنب رازقي وكان يعجبه العنب الرازقي ، فلمّا أكل منه ندمت وجعلت تبكي. فقال لها : «
ما بكاؤك ؟ والله ليضربنّك الله بفقر لا ينجبر ، وبلاء لا ينستر »
، فبليت بعلّة في أغمض المواضع من جوارحها صارت ناسوراً ينتقض عليها في كلِّ وقت. فأنفقت مالها وجميع ملكها علىٰ تلك العلّة حتىٰ احتاجت إلىٰ رفد
الناس. وتردّىٰ جعفر في بئر فأُخرج ميتاً ، وكان سكراناً.. ولما حضرت الإمام عليهالسلام الوفاة نصّ
علىٰ أبي الحسن وأوصىٰ إليه ، وكان قد سلّم المواريث والسلاح إليه بالمدينة ) (١). وأضاف ابن شهرآشوب السروي المازندراني (
ت / ٥٨٨ ه ) ، وأبو جعفر محمد بن جرير الطبري الإمامي ( من أعلام القرن الخامس الهجري ) ، « إنّ امرأته أم الفضل بنت المأمون سمّته في فرجه بمنديل ، فلمّا أحس بذلك قال لها : «
أبلاك الله بداء لا دواء له »
، فوقعت الأكلة في فرجها ، وكانت تنصب للطبيب فينظرون إليها ويسرون ـ أو يشيرون ـ بالدواء عليها فلا ينفع ذلك حتىٰ ماتت من علّتها ) (٢). وقال ابن شهرآشوب قبل ذلك أن الإمام عليهالسلام لمّا تجهّز ( وخرج
إلىٰ بغداد فأكرمه ـ أي المعتصم ـ وعظّمه ، وأنفذ أشناس (٣)
بالتحف إليه وإلىٰ أم ________________ ١)
دلائل الإمامة : ٣٩٥. وعيون المعجزات : ١٣١ وعنه بحار الأنوار ٥٠ : ١٦ / ٢٦. ٢)
مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٩١. ودلائل الإمامة : ٣٩٥. ٣)
أشناس : من كبار قواد جيش المعتصم ، تركي الأصل. اشترك في فتح عمورية سنة « ٢٢٣ ه
». عهد إليه المعتصم بناء مدينة سامراء لتكون ثكنة للجيش التركي الذي ضاقت به بغداد. تولىٰ
إمرة دمشق في عهد الواثق. مات سنة « ٢٣٠ ه » ، وقيل سنة « ٢٥٢ ه ».