اللحظة التاريخية
ذاتها ( مع مطلع القرن الخامس عشر للهجرة ) يولد التاريخ ويبدأ من المنظور
الإسلامي في دورة حضارية جديدة مع قيام الثورة الإسلامية المباركة في إيران وبلوغ
الفكر الإسلامي مرحلة متقدّمة من النضج والتكامل. لقد غاب عن فوكاياما ان (
المدرسة الإسلامية ) لا تنطلق كالليبرالية من معطيات ظرفية ولا تضخع في أصولها
الفكرية الاعتقادية إلى التاريخ ... بل هي تستوعب التاريخ لأنها تستند إلى مرجعية
خارج التاريخ ( الوحي الإلهي ) وإن كانت في نضالها اليومي وصراعها الاجتماعي تخضع
لنواميس التاريخ وقوانين الحركة ... ان مضامين المدرسة الإسلامية فوق التاريخ
لكنها تاريخية في حركتها ومسيرتها ... لقد غاب عنه ان الارتباط بالمطلق يعطي لهذه
المدرسة قدرة على التجديد والتكيف في كل لحظة زمنية وفي كل فضاء تاريخي وفي كل
موقع جغرافي فلا ... تأخذه الطمأنينة .. ولا يغرّنه ... واقع المسلمين الراكد ...
إن
نهاية التاريخ التي يتنبأ بها ( مسيلمة ) الليبرالية الجديدة ... هي نهاية التاريخ
المنقطع عن الله عزوجل ولكنها بداية للتاريخ الذي يندمج فيه الإنسان من جديد في
الكون مع الله وبالله جل جلاله ...
بدأ التاريخ في المشرق ... وأذن التاريخ
بنهايته في الغرب نهاية تمخّضت في تحولات سياسية خطيرة عرفها المعسكر الاشتراكي ...
ولا نزال نترقّب تمثلاتها في المعسكر الرأسمالي ... بدأ التاريخ في المشرق