فهو حين يرحّب بالشباب الواعي مثلاً
مخاطباً إياهم : « مرحباً بودائع العلم.. يوشك إذ أنتم صغار قوم أن تكونوا كبار آخرين »
، فإنّما يريد التأكيد علىٰ دور الشباب في صناعة المستقبل ودور العلم في تطور الشعوب..
وهكذا في قوله : «
كلكم سيصير حديثاً ، فمن استطاع أن يكون حديثاً حسناً فليفعل » .
أما عن حلمه وصفحه عن خصومه وتجسيده
لمقولة جدّه عليهالسلام
«
أفضل العفو ، العفو عند المقدرة »
فإنّ قصة صفحه عن غريمه مروان بن الحكم وكيفية لجوئه عنده مع حريمه ونسائه مستنجداً ، لائذاً ، دخيلاً ، هارباً من غضب أهل المدينة الذين طردوا عامل يزيد عليها في ثورتهم المعروفة ومطاردتهم لبني أُميّة ، جاءت هي الاُخرىٰ لتؤكد أن هذا الرجل يعيش في قلوب الناس وليس علىٰ جماجمهم وأشلائهم ، كما يعيش الجبابرة والسلاطين وحكام الجور.
وهكذا جاءت قصته مع ذاك الذي حاول
استفزازه بكلمات جارحة بذيئة ، وتجاهل الإمام له ، وردّ ذلك الوغد البذىء : (إياك أعني) وردّ الإمام عليه : «
وعنك أعرض » مع قدرته علىٰ تأديبه
لو شاء..
وكذلك قصته مع الآخر الذي افترىٰ
عليه وبالغ في سبّه ، وردّه عليهالسلام
«
إن كنّا كما قلت غفر الله لنا ، أو (نستغفر الله) ، وإن لم نكن كذلك غفر الله
_______________________