فقلت
له : أولست متّفقاً معي على أن أساس الدين
هو الكتاب الكريم والسنّة المطهّرة ؟
قال
: نعم ، وليس غير ذلك.
فقلت
: إذن تمسّك بالكتاب والسنّة.
فقال
: يا أخي ، إنّي لست متخصّصاً في الدين ،
نعم ، أقرأ القرآن الكريم والسنّة الشريفة ، وأفهم بمقدار ما أستطيع ، وليس من المعقول أن يكون مطلوباً من كلّ فرد مسلم أن يتفقّه في الدين ، ويتخصّص في ذلك ، وإلاّ لاختلّ نظام الحياة ، لذلك كان هناك فقهاء بالشريعة علماء بالدين ، يرجع إليهم عند الجهل أو الشبهة أو الشك ، فيكشفون ذلك بما أوتوا من معرفة وعلم ، هذا هو المفترض ، ولكنّ الواقع غير ذلك ، فإنّ بالرجوع إليهم تزداد الحيرة ، وتتوسّع رفعة الإبهام ، للأسف فكلّ عالم ينصر مذهبه ، ويؤوّل الآيات ويحوّر فهم الآحاديث بما يطابق أفكاره وتوجّهاته ، وإن خالفت العقل والفطرة.
فقلت
له : تلك اجتهادات ، ولكلّ رأيه.
فقال
غاضباً : اجتهادات ؟! أصبح كلّ ما في الدين مسرحاً
للاجتهاد ؟ إذن ليس هناك دين من الأساس ، فكلّ له رأيه ، فالآراء هي الدين إذن ، وليس الكتاب والسنّة ، وإنّما هي مجرّد واجهة تتمترس وراءها الأفكار والآراء فقط ; لتكتسب منها شرعيّتها ، ولتقبلها العامّة بلا جدال.
فقلت
: يظهر منك أنّك متحامل علىٰ العلماء
كثيراً ، وتحمل