مقدّمة المؤلّفة
الحمدُ لله ربّ العالمين ، والصلاة
والسلام على خير الخلائق والمرسلين أبي القاسم ، وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين ، وأصحابه الأخيار المنتجبين.
قد يتساءل البعض عن مدى أهميّة البحث في
مسألة الإمامة أو الخلافة ، التي قد أكل الدهر عليها وشرب !
وقد يعتقد أنّ بحث مثل هذه القضايا ممّا
يجر لظهور الشقاق والجدل بين المسلمين ، في الوقت الذي نكون فيه أحوج للبحث والانفتاح على القضايا الكبيرة والمهمة والأزمات التي تعاني منها الأُمّة الإسلاميّة.
أُقدّر للقارئ العزيز حرصه على الأُمّة
، ودعوته لتبادل حثّ الخطا نحو وحدتها وتماسكها.
ولكن أقول : إنّ القضية ليست كذلك.
ليست كما تتصوّر بأنّ مسألة الإمامة أو
الخلافة هي من الأزمات التي عفا عليها الزمان ، وأنّها مسألة تاريخيّة فحسب.
كالاختلاف في أحقيّة الخلافة بين علي عليهالسلام وأبي بكر في ذاك العصر.
أو فيما إذا كان الحسين عليهالسلام قد مثّل الموقف
الهابيلي ، بينما وقف يزيد موقفاً قابيليّاً آنذاك.