ابن أبي حفصة ، وشعر ابن المعتز ما يغني عن الإطالة ، كما أنّ ردّ الشعراء من شيعة أهل البيت عليهم السلام على تلك الحجة وتبيان زيفها معلوم ومشهور ، وما قول الشريف الرضي إلاّ بعض ذلك :
ردّوا تـراث محمــد ردّوا |
|
ليس القضيب لكم ولا البرد |
هل عَرقّت فيكم كفاطمة |
|
أمّ وهـل كمحمـدٌ جـدٌ (١) |
ونعود إلى كثرة مرويات ابن عباس في الفضائل ، إن لم تكن مروية صحيحة عنه فمن وضعها على لسانه بعد أن عرفناها ليست مروية عن رجال العهد العباسي المتزلفين؟
واحتمال وضعها على لسانه ممن كان يكذب عليه في حياته مثل مولاه عكرمة البربري الخارجي بعيد غايته ، لأنّها على خلاف مذهبه ، وقد مرَّ ذكر مفارقته لمولاه ، ولمّا عاد قال عنه ابن عباس : ( قد جاء الخبيث ) ، وذكروا حبسه على باب الكنيف ، كلّ ذلك مرّ في ترجمته في تلاميذ ابن عباس ، وسيأتي في الحلقة الرابعة نماذج من أكاذيبه ، وليس فيها ما يحتمل أنّه واضع تلك الأخبار في فضائل الإمام وأهل بيته الكرام عليهم السلام ، وأنّه وضعها على لسان ابن عباس ، لأنّه من الخواج وعدواتهم للإمام عليه السلام معلومة.
أمّا احتمال وضع تلك الأخبار من بعض الشيعة وهم نسبوها إلى ابن عباس ، فهذا احتمال أوهى من بيت العنكبوت ، لعدّة جهات :
____________________
(١) ديوان الشريف الرضي / ١٦٧ ط مصر.