قال : هذا مثل ضربه الله احتملت منه القلوب على قدر يقينها وشكها : (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً « وهو الشك ، (وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ) وهو اليقين ، كما يجعل الحلي في النار فيؤخذ خالصه ويترك خبيثه في النار ، كذلك يقبل الله اليقين ويترك الشك.
« الثالث » : قوله تعالى : (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ) (١).
أخرج ابن أبي حاتم من طريق علي ـ ابن أبي طلحة ـ عن ابن عباس ، قال : هذا مثل ضربه الله للمؤمن يقول هو طيّب وعمله طيّب ، كما أنّ البلد الطيّب ثمرها طيب ، (وَالَّذِي خَبُثَ) ضرب مثله للكافر كالبلد السبخة المالحة ، والكافر هو الخبيث وعمله خبيث.
« الرابع » : قوله تعالى : (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (٢).
أخرج البخاري ، عن ابن عباس ، قال : قال عمر بن الخطاب يوماً لأصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فيمن ترونه هذه الآية نزلت : (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ) ، قالوا : الله أعلم ، فغضب عمر فقال : قولوا نعلم أو لا نعلم ، فقال ابن
____________
(١) الأعراف / ٥٨.
(٢) البقرة / ٢٦٦.