يخصّه ويجلب النظر إلى القضيّة ، وأمّا أنّ هذا الخبر يأتي تحت هذا العنوان فمن الذي يطلع عليه ؟ وهذا أيضاً من جملة ما يفعله المحدّثون (١).
هذا في الصفحة ٥٨٥ إلىٰ ٥٨٨ من الجزء الثامن من طبعة البخاري ، هذه الطبعة التي هي بشرح وتحقيق الشيخ قاسم الشمّاعي الرفاعي ، هذه الطبعة الموجودة عندي والله أعلم.
لنرجع إلى الشروح ، فما السبب الذي دعا عمر لأنْ يطرح فكرة الشورىٰ ـ ولا أستبعد أن يكون لعبد الرحمن بن عوف ضلع في أصل الفكرة ، كما كان في كيفيّة طرحها كما في صريح الخبر ـ وهذه الفكرة لم تكن لا في الكتاب ، ولا في السنّة ، ولا في سيرة رسول الله ، ولا في سيرة أبي بكر ، وحتّىٰ في سيرة عمر نفسه ، وحتّىٰ سنة ٢٣ ه ، إلىٰ قضيّة منىٰ ، نريد أن نعرف من هؤلاء القائلون ؟
__________________
(١) نعم ، هذا من جملة أساليبهم ، إذا حاولوا عدم اطلاع الناس وعدم انتشار الخبر ، أمّا لو أرادوا إذاعته فإنّهم يكرّرون ذكره تحت عناوين مختلفة ، وهذا موجود عند البخاري خاصّة في موارد ، منها هذا المورد ، فقارنوا بين كيفية إيراده في كتابه وبين كيفية إيراده ـ مثلاً ـ خبر خطبة أمير المؤمنين بنت أبي جهل الموضوع المكذوب ، ليظهر لكم جانب آخر من جوانب ظلمهم لأهل البيت وتصرفاتهم في السنة النبوية وحقائق الدين وتاريخ الإسلام.