ونفس الكلام أيضاً تجدونه بتفسير أبي
حيّان ، وتفسير النيسابوري مطبوع علىٰ هامش تفسير الطبري .
فكان الجواب إذن دعوىٰ الإجماع من
عموم المسلمين قبل الشيخ الحمصي علىٰ أنّ من ليس بنبي لا يكون أفضل من النبي.
لو ثبت هذا الإجماع ، أو كان مستنداً
إلىٰ أدلّة قطعيّة ، ولم يكن في مقابله أدلّة قطعيّة ، لسلّمنا ووافقنا علىٰ هذا الجواب.
ولكن القول بأفضليّة أئمّة أهل البيت من
سائر الأنبياء سوىٰ نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم
، هذا القول موجود بين علماء هذه الطائفة قبل الشيخ الحمصي ، فأين دعوىٰ الإجماع ـ إجماع المسلمين ـ قبل ظهور هذا الإنسان.
الشيخ الحمصي كما ذكرنا ، وفاته في
أوائل القرن السابع ، لكن الاستدلال الذي ذكره الشيخ الحمصي إنّما أخذه من الشيخ المفيد ، والشيخ المفيد وفاته سنة (٤١٣) ، فقبل الشيخ الحمصي هذا القول موجود ، وهذا الاستدلال مذكور بالكتب ، علىٰ أنّا إذا راجعنا كلام الشيخ المفيد لوجدناه ينسب الاستدلال إلىٰ من سبقه من العلماء ، فهذا الاستدلال موجود من قديم الأيّام ، وإذا كان الدليل هو
__________________